للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما ما قرأته على أبي على من قول الشاعر١:

وحال دوني من الأبناء زمزمة ... كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا٢

ويروى: صمصمة، وهما الجماعة، فليس أحد الحرفين بدلا من صاحبه، لأن الأصمعي قد أثبتهما معا، ولم يجعل لأحدهما مزية على صاحبه، وإذا ورد في بعض حروف الكلمة لفظان مستعملان، فالوجه وصحيح القضاء أن نحكم بأنهما كليهما أصلان منفردان، ليس واحد منهما أولى بالأصلية من صاحبه، فلا تزال على هذا معتقدا له حتى تقوم الدلالة على إبدال أحد الحرفين من صاحبه.

وهذا عيار في جميع ما يرد عليك من هذا، فاعرفه وقسه تصب إن شاء الله.

ألا تراهم قالوا: أنى له أن يفعل كذا، وآن له أن يفعله، قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه} ٣ فهذا من أنى.

وقال الشاعر٤:

ألما يئن لي أن تجلى عمايتي ... وأقصر عن ليلى؟ بلى قد أنى ليا٥


١ البيت لسهم بن حنظلة الغنوي.
٢ حال: منع. اللسان "٢/ ١٠٧٣٦". الزمزمة: الجماعة. اللسان "٣/ ١٨٦٦".
كانوا الأنوف: كناية عن الشرف والرفعة.
يقول: لقد منعني عصبة من أبنائي كرماء ذوي رفعة.
الشاهد في قوله: "زمزمة" كما شرحه المؤلف بالمتن.
إعراب الشاهد: زمزمة: فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة.
٣ يأن: يحين. اللسان "١/ ١٩٢". تخشع: تلين. اللسان "٢/ ١١٦٥".
والشاهد في الآية كما أورده المؤلف.
إعراب الشاهد: يأن: فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة.
٤ لم أعثر على اسمه فيما بيدي من الكتب الأدبية، وقد أورد اللسان البيت في مادة "أين"، ولم ينسبه. اللسان "١/ ١٩٢".
٥ يئن: يحن. تجلى: تذهب وتزول. أقصر: أعرض.
الشرح: لقد حان لي أن أتناسى حب ليلى.
الشاهد شرحه المؤلف في المتن.
إعراب الشاهد: يئن: فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>