للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إبدال الياء من الميم]

خبرنا أبو علي بإسناده عن يعقوب١ عن ابن الأعرابي أنه أنشد:

نزور امرءا أمّا الإله فيتَّقِي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي٢

قال ابن الأعرابي: أراد: يأتمُّ، فأبدل الميم الثانية ياء.

وقالوا في قول الراجز٣:

بل لو رأيتَ الناسَ إذ تُكُمُّوا ... بغُمّة لو لم تُفَرَّج غُمُّوا٤

قالوا: أراد: تكمموا، من كممت الشيء إذا سترته، فأبدل الميم الأخيرة ياء مثل "تظنَّيْتُ" فصار في التقدير "تُكُمِّيُوا"، فأسكنت الياء وحذفت، كما تقول: قد تولوا، وتعلوا من: وليت، وعلوت. وقد يحتمل هذا عندي وجها غير القلب، وهو أن يكون "تُكُمُّوا": "تُفُعِّلوا" من كَمَيتُ الشيءَ إذا سترتَه، ومن قولهم "كَمِيّ" لأنه هو الذي قد تَسَتّر في سلاحه، فيكون "تكُمُّوا" على هذا مما لامه مُعتلة، ولا يكون أصله من ذوات التضعيف.

وقال ابن الأعرابي في قول ذي الرمة٥:

مُنَطِّقَة بالآي مُعْمَيَّة به ... دياجيرُها الوسطى وتبدو صدورُها٦


J

<<  <  ج: ص:  >  >>