للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إبدال الهاء من التاء]

وذلك في التأنيث نحو قولك في "جَوْزَةٍ" في الوصل: "جَوْزَهْ" في الوقف، وفي "حَمْزَةٍ": "حَمْزَهْ"، وقد ذكرنا قديما قول من أجرى الوصل مجرى الوقف، فقال: "ثلاثَهَرْبَعَهْ" وقول من أجرى الوقف مجرى الوصل، فقال:

بلْ جَوْزِ تَيْهَاءَ كظهْرِ الحَجَفَتْ١

وقول الآخر:

الله أنجاك بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ

وحكى قطرب٢ عن طيئ أنهم يقولون: "كيف البنون والبناهْ، وكيف الإخوةُ والأخواهْ" قال: وذلك شاذ. فأما "التابوه" فلغة في "التابوت".

ووقف بعضهم٣ على "اللات" بالهاء، فقال: "اللاهْ".

زيادة الهاء

أما أبو العباس٤ فكان يخرج الهاءَ من حروف الزيادة، ويذهب إلى أنها إنما تلحق للوقف في نحو: "اخْشَهْ" و"ارْمِهْ" و"هُنَّهْ" و"لكنَّهْ" وتأتي بعد تمام الكلمة. وهذا مخالفة منه للجماعة، وغير مرضٍ عندنا، وذلك أن الدلالة قد قامت على صحة زيادة الهاء في غير ما ذكره أبو العباس، فمما زيدت فيه الهاء قولهم: "أُمَّهات" وزنه "فُعْلَهات" والهاء زائدة لأنه بمعنى الأم، والواحدة "أُمَّهة"، قال:


١ البيت ذكره صاحب اللسان "٩/ ٣٩"، ونسبه إلى سؤر الذئب وهو من أبيات قصيدة منها:
ما بال عين كراها قد جفت
وشفها من حزنها ما كلفت
كأن عوارًا بها أو طرفت
٢ ذكر صاحب الممتع ذلك ص٥٢٤.
٣ ذكر الأخفش ذلك في معاني القرآن ص "١١-١٢"٩.
٤ يقصد بقوله أبي العباس المبرد، وقد ذكر ابن جني ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>