للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زيادة الألف]

اعلم أن الألف تزاد ثانية، وثالثة، ورابعة، وخامسة، وسادسة، ولا تزاد أولا البتة؛ لأنها لا تكون إلا ساكنة، والساكن لا يمكن الابتداء به.

فإن قلت: فهلا زيدت أولا وإن كانت ساكنة، ثم أدخلت عليها همزة الوصل توصلا إلى النطق بها، كما زيدت النون في "انطلق" ساكنة، ثم أدخلت عليها همزة الوصل ليمكن النطق بها؟

فالجواب: أنهم لو فعلوا ذلك لدخلت همزة الوصل وهي مكسورة كما ينبغي لها، ولو لحقت مكسورة قبل الألف لانقلبت الألف ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فيقع هناك من الإشكال والاستثقال ما بعضه مستكره، فرفض ذلك لذلك.

وهذا كرفضهم أن يبنوا في الأسماء اسما مما عينه واو على "فعل" مثل "عضد"٢ و"سبع"٢ وذلك أنهم لو بنوه لم يكونوا ليخولا من قلب الواو ألفا أو تركها غير مقلوبة ألفا، فإن لم يقلبوا ثقل ذلك عليهم، وإن قلبوه صار لفظه كلفظ ما عينه مفتوحة، فلم يدر أمفتوحة كانت أم مضمومة، فلما كانوا لا يخلون في بناء ذلك من إشكال أو استثقال رفضوه البتة.

قال أبو علي: ونظير هذا قول الشاعر٣:

رأى الأمر يفضي إلى آخر ... فصير آخره أولا٤


١ عضد: العضد الساعد وهو من المرفق إلى الكتف، وفيه خمس لغات: عضد، عضد، عضد، عضد، عضد. لسان العرب "٣/ ٢٩٢" مادة/ عضد.
٢ سبع: مفرد سباع. لسان العرب "٨/ ١٤٧" مادة/ سبع.
٣ البيت في الخصائص "١/ ٢٠٩" "٢/ ٣١، ١٧٠"، والمحتسب "١/ ١٨٨".
٤ يعني أن الأمور تتابع فيقضي أولها إلى آخرها وتكون متصلة دائما.
والشاهد فيه: "آخر" حيث زيدت الألف ثانية.
إعرابه: مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>