للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أحمد بن يحيى١: "هذا أهجر من هذا، أي: أطول" فهذا يثبت كون الهاء أصلا.

ولست أرى بما ذهب إليه أبو الحسن والخليل من زيادتها في هذه الأسماء الثلاثة بأسًا، ألا ترى أن الدلالة إذا قامت على الشيء فسبيله أن يقضي به ولا يلتفت إلى خلاف ولا وفاق، فإن سبيلك إذا صحت لك الدلالة أن تتعجب من عدول من عدل عن القول بها، ولا تستوحش أنت من مخالفته إذا ثبتت الدلالة بضد مذهبه، ألا ترى أنهم قضوا بزيادة اللام في "ذلك" و"هنالك" و"عَبْدَلٍ" وإن لم تكثر نظائر هذا، فكذلك يقضي بزيادة الهاء في "هِجْرَعٍ" و"هِرْكَوْلة" و"أُمَّهات" لقيام الدلالة على ذلك. ولعمري إن كثرة النظير مما يؤنس، ولكن ليس إيجاد ذلك بواجب، فاعرف هذا، وقسه.

فأما الهاء في "إياه" فهي على مذهب أبي الحسن حرف جر لمعنى الغَيْبَة، كما أن الكاف في "إياك" عنده حرف جاء لمعنى الخطاب، وقد تقدم القول على صحة ذلك في حرف الكاف٢، فارجع إليه تَرَه.


١ مجالس ثعلب "ص٤٥٧".
٢ انظر "ص٣١٢-٣١٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>