للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما "على" فإن معناها يدل على أنها من "علوْتُ" فأمرها ظاهرٌ. وكذلك ألف "ما" و"لا" إذا سميتَ بهما زدت عليهما ألفًا أخرى، فإذا التقى ساكنان همزت الآخرة لما حركتها لالتقاء الساكنين، فصارت "ماءٌ" و"لاءٌ" فإن بنيت من هذين الاسمين اللذين هما "ماءٌ" و"لاءٌ" مثل "حَجَرٍ" و"عَمَلٍ" قلت: "مَوَىً" و"لَوَى ً" فقضيت على الألف الأولى أنها منقلبة من واو، وعلى الألف الآخرة التي كانت قلبت همزة بأنها منقلبة من ياء، فخرجت اللفظتان إلى باب "شويْتُ" و"طويْتُ"، ولم تقض على الألف الآخرة أنها من الواو كالألف الأولى من قبل أن العين قد ثبت أنها واو، واللام بعدها حرف علة، فالوجه أن تكون مما لامه ياء، ولا تكون مما لامه واو، وذلك أن باب "طويْتُ، ولويْتُ، وحويْتُ، وشويْتُ، ورويْتُ، ونويْتُ، وخويْتُ، وذويْتُ١، وصويْتُ٢، وغويْتُ، وعويْتُ، وثويْتُ٣، وهويْتُ" أكثر من باب "قَوِيتُ٤، وحَوِيتُ، والقوةُ، والحوةُ٥، والصوةُ٦" مما عينه ولامه واوان.

هذا هو القانون، وبه وصى التصريفيون. وجاز أن يقضى على الألفينِ أنهما منقلبتان عن حرفي العلة وإن كانتا قبل التسمية غير منقلبتين، لأنك لما سميت بهما ألحقتهما بما عليه عامة الأسماء، وأخرجتهما من الحرفية التي كانا عليها للاسمية التي صارا إليها، فاعرفه.


١ ذويت: ذوى العود أي ذبل. القاموس المحيط "٤/ ٣٣١".
٢ صوتِ النخلةُ تصوي: عطشت وضمرت ويبست. القاموس المحيط "٤/ ٣٥٣".
٣ غويتُ: من غوى يغوي إذا ضل وانحرف عن الجادة. القاموس المحيط "٤/ ٣٧٢".
٤ ثويت: أقمت. وفي التنزيل {وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} [القصص: من الآية٤٥] أي مقيمًا.
٥ الحوة: بالضم سواد إلى الخضرة أو حمرة إلى السواد. القاموس "٤/ ٣٢١".
٦ الصوة: بالضم جماعة السباع، وحجر يكون علامة في الطريق. القاموس "٤/ ٣٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>