للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا فرق بينهما. فأما قولك في ترخيم "ملهوي" اسم رجل على قول من قال: "يا حار": "يا ملهى" فالألف فيه إذن إنما هي بدل من ياء بدل من واو بجل من ألف بدل من ياء بدل من الواو التي هي لام العل في "لهوت"، فأصله الأول "ملهو" ثم صار "ملهى" ثم صار "ملهوي" ثم صار بعد الترخيم وقلب الواو ياء "ملهي" ثم صار في آخر أحواله "ملهى" وهو قولك: "يا ملهى أقبل".

وأما إبدال الألف عن الياء والواو الزائدتين فقولك في ترخيم اسم رجل يقال له: "زميل" على قول من قال "يا حار": "يا زما أقبل". فالألف الآن بدل من ياء "زميل" التي هي زائدة؛ لأن مثاله "فعيل".

ونظير ذلك قول العرب "سلقى"١ و"جعبى"٢ إنما الألف فيهما بدل من ياء "سلقيت" و"جعبيت" وهي زادئة لا محالة.

وأما الواو فأن تسمي رجلا "عنوقا" جمع "عناق"٣ ثم ترخمه على قول من قال "يا حار" فتبدل واوه ياء لأنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها ضمة، فتقول: "ياعني أقبل" فإن سميت ب "عني" هذا رجلا ونسبت إليه أبدلت من الكسرة قبل الياء فتحة لتنقلب الياء ألفا، فيصير في التقدير "عنا" ثم تقلب ألفه واوا لنوع لوقوع ياءي النسب بعدها، فتقول "عنوي".

فإن رخمت "عنوي" هذا على قول من قال "يا حار" حذفت ياءي النسب، وأبدلت من الواو التي قبلها ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فتقول: "يا عنا أقبل". فالألف الآن في "عنا" إنما هي بدل من الواو الزائدة في "عنوي"، والواو في "عنوي" بدل من الألف في "عنا" والألف في "عنا" بدل من الواو في "عنو" التي هي ترخيم "عنوق". وهذا لطيف دقيق فتظن له، فإنه لا يجوز في القياس غيره.


١ سلقى: سلقاه: طعنه فألقاه على جنبه.
٢ جعبى: جعباه: صرعه.
٣ عناق: العناق: الأنثى من أولاد الماعز. اللسان "١٠/ ٢٧٤" مادة/ عنق.

<<  <  ج: ص:  >  >>