للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الآخر١:

منا الذي هو ما أن طر شاربه ... والعانسون، ومنا المرد والشيب٢

فيمن فتح همزة "أن" في رواية هذا البيت و"أن" هذه ايضا لا يحسن الوقوف عليها، ألا تراها في هذه الآية وهذين البيتين قد وقعت موقعا لا يحسن الوقوف عليها فيه.

أما قوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ} فإنها وقعت معترضة بين المضاف الذي هو {وَلَمَّا} والمضاف إليه الذي هو {جَاءَتْ} وغير جائز الوقوف على المضاف دون المضاف إليه إلا لضرورة انقطاع النفس.

وأما قوله: "كأن ظبية" فقد ترى "أن" واقعة بين حرف الجر وما جره، وهذا أحرى بأن لا يجوز فيه الوقوف على "أن".

وأما قول الآخر: "ما أن طر شاربه" فإنما فصلت بين حرف النفي وبين الجملة التي نفاها، وغير جائز الوقوف على الحرف الداخل على الجملة؛ ألا ترى أنك لا تجيز الوقوف على "هل" من قولك: هل قام زيد؛ لضعف الحرف وعدم الفائدة أن توجد فيه إلا مربوطا بما بعده.


١ ذكره صاحب اللسان في مادة "عنس" "٦/ ١٤٩"، ونسبه إلى "أبو قيس بن رفاعة"، ونسبه الأصبهاني إلى "أبو قيس بن الأسلت الأوسي" وقد نسب في إصلاح المنطق "٣٤١".
٢ العانسون: جمع عانس والعانس من بلغ سن الزواج ولم يتزوج. اللسان "٦/ ١٤٩".
المرد: جمع أمرد وهو الذي لم تنبت لحيته. اللسان "٣/ ١٠٤" مادة/ مرد.
الشيب: جمع أشيب وهو الذي أبيض شعره. اللسان "١/ ٥١٢" مادة/ وثب.
والشاهد فيه: "ما أن" حيث وقعت موقعا لا يحسن الوقوف عليها ولذلك لا يجوز إبدال النون ألفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>