للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك "رِواءٌ"١ جمع "ريَان" و"طِواء" جمع "طَيان"٢ هو مثال جمع، وقد انكسر ما قبل واوه، وبعدها ألف، والواو في واحده ساكنة بل معتلة؛ لأن الأصل "رَوْيان" و"طَوْيان" إلا أنه لما كانت لامه معتلة صُححت عينه، ولم تُعلل، فاعرف ما ذكرته، فإن أحدا من أصحابنا لم يحتط في بابه وذكر علته الموجبة لقلبه هذا الاحتياط، ولا قيّده هذا التقييد.

فأما "غازِية"٣ و"مَحنِية"٤ فأصلهما "غازِوة" و"مَحنِوة". وإنما قلبت الواو وإن كانت متحركة من قِبَل أنها وقعت لاما، فضعُفت، فقلبت، ولم تجر مجرى العين في الصحة للحركة نحو "عِوَض" و"حِوَل" و"طِوَل".

فأما "حِنذوة"٥ فإنما صحت فيها الواو وإن كانت آخرا، من قبل أنهم لو قلبوها، فقالوا "حِنذية" لم يُعلم أأصلها "فِعلِوة" أم "فِعلِية"، ولجرت مجرى "حِذرِية"٦ و"هِبرِية"٧ و"عِفرِية"٨.

قال أبو العباس "حُنذُوة" أيضًا، بضم الحاء والذال: شعبة من الجبل.

فإن كانت الواو مدغمة لم تقلب الأولى منهما وإن انكسر ما قبلها لتحصنها بالإدغام، وقد ذكرنا ذلك في فصل "اجلِواذّ" من حرف الواو، وقول بعضهم "اجلِيواذ". ونظير "اجليواذ" قولهم "ديوان" لأن أصله "دِوّان" ومثاله "فِعّال" والنون فيه لام لقولهم "دَوَّنْتُه" و"دَواوين" و"دُوَيْوين".

ولم تقلب الواو في "ديوان" وإن كانت قبلها ياء ساكنة من قبل أن الياء غير لازمة، وإنما أبدلت من الواو تخفيفًا؛ ألا تراهم قالوا "دواوين" فما زالت الكسرة من قبل الواو، على أن بعضهم قد قال "دَياوين" فأقر الياء محلها وإن كانت الكسرة


١ رواء: جمع ريان، يقال روى النبت: تنعم فهو ريان. القاموس المحيط "٤/ ٣٣٧".
٢ طيان: صانع الطين. لسان العرب "١٣/ ٢٧٠" مادة/ طين.
٣ غازية: قلبت الواو ياء، لأن أصلها "غازوة"، والغزية تأنيث الغازي. اللسان "١٥/ ١٢٤".
٤ محنية: منعرجة حيث ينعطف. اللسان "١٤/ ٢٠٤" مادة/ حنا.
٥ حنذوة: الشعبة من الجبل. اللسان "٣/ ٣٥٢" مادة/ حذر.
٦ حذرية: الأرض الخشنة والغليظة. اللسان "٤/ ١٧٦" مادة/ حذر.
٧ هبرية: ما طار من الريش ونحوه.
٨ عفرية: الخبيث المنكر الداهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>