مداليد تلك الدعوى الكاذبة حتى يجعلها جزءاً من علم كتابه، ودجال العصر نسب إليه وإلى أصحابه كثيراً من الكتب المشحونة بالكذب وقول الزور، ولم نر أحداً ممن ترجمه ذكر أن له كتاباً سماه البرهان المؤيد لصاحب مداليد، ولا ذكروا له غيره من الكتب التي انتحلها له ذلك الزائغ، وما أحسن ما قال القائل:
لي حيلة فيمن ينم ... وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقول ... فحيلتي فيه قليله
وهذا الخبيث له من المكائد والحيل ما يعجز الشيطان عن مثلها، كما فصل بعض ذلك في كتاب المسامير الذي ألف في بيان فضائحه ومساويه وخبائثه، وقد سرى شره إلى جميع مردته والمنتسبين إليه، ومنهم النبهاني الزائغ.
لقد جربتم فرأيت منهم ... خبائث بالمهيمن نستجير
وهذا اللعين يدعي النسبة لابن الصياد ولعله اليهودي الشهير وأفعاله تصدقه في ذلك.
إن فاتكم أصل امرىء ففعاله ... تنبيكم عن أصله المتناهي
وهو اليوم أعظم بلاء على المسلمين، قد أضر الدولة والملة، وبواسطته توسد الأمور غير أهلها، وأضر بيت مال المسلمين.
ولو كان هذا موضع القول لاشتفى ... به القلب لكن للمقال مواضع
ادعى الشرف وهو ليس بشريف، وادعى أنه شيخ الطريقة وذكره تصفيق ورقص وضرب دف وإباحة المحرمات والمنكرات، وما أحسن ما يقول الموصلي:
ألا بلغ جناب الشيخ عني ... رسالة متقن بالأمر خبرا
وسل منه غداة يهز رأساً ... بحلقة ذكره ويدير دبراً
أقال الله صفق لي وغن ... وقل كفراً وسم الكفر ذكراً
وأي ولاية حصلت بجهل ... ومن ذا نال بالكفران أجراً