للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما نقله النبهاني عن شيخه الرفاعي فإن صح نقله، وأن أحمد الرفاعي قال: من كانت له حاجة فليستقبل عبادان نحو قبري، ويمشي سبع خطوات ويستغيث بي فإن حاجته تقضى- فليس فيه دليل، لأن الرفاعي لم يكن نبياً ولا رسولاً يوحى إليه، بل كان فرداً من أفراد الأمة وواحداً منهم، وكان من ضعفاء المقلدين للإمام الشافعي رحمه الله، ولو قال صاحب مذهبه قولاً ليس عليه دليل لرد عليه فكيف بهذا المسكين، وكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

وهذا الكلام الذي أسنده النبهاني لأحمد الرفاعي؛ إن كان قاله جهلاً فالمرجو من الله أن يغفر له خطيئته ويعفو عن زلله، وإن كان قاله بعد قيام الحجة عليه وظهور البرهان على فساده وبطلانه فقد ذكرنا حكمه فيما سبق، وحسن الظن بأحمد الرفاعي أن ينزه عن قول الهذيان، ومثل هذا البهتان، كيف يدّعي الربوبية وقد كان رضي الله عنه أعور العين وكل أحد يعلم أن الله ليس بأعور، وكل هذه الدعاوي الباطلة من النبهاني الشيطاني تقرباً إلى شيخه دجال العصر، فإنه أحد مردته، على أنه إن صح نسبة كتاب البرهان المؤيد للرفاعي فهو يبطل ما نسبه إليه النبهاني، فإن فيه ما هو خلاف هذا وهو حصر أنواع العبادة كلها لله، ولكن الذي نسب هذا الكتاب إليه دجال العصر شيخ الضلال منبع الكذب والافتراء، وكم له من مثل هذه المكايد والدسائس، وما أحسن ما قال الموصلي في مثله:

وفظ غليظ القلب أيقنت أنه ... على النفس ما شيء أشد من الفض

تعرفني في حاله الناس كلها ... وإني لأدرى الناس في لؤمة المحض

وقالوا لقد دس الخبيث بلفظه ... غداة عرضت الشعر من عرض العرض

دسائس لا تدري اليهود بعشرها ... دعته طباع السوء للنهش والعض

يهون لدغ العقربان بلدغه ... ولا شك بعض الشر أهون من بعض

إذا ما رأته العين أيقنت له ... تخلق من حقد وصور من بغض

وكم قد انتحل له كتاباً وافترى له دعاوى باطلة، وتسمية ذلك بالبرهان المؤيد لصاحب مداليد أوضح دليل على الانتحال، فإن أحمد الرفاعي لم يدع

<<  <  ج: ص:  >  >>