للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزه الله عنه نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان، وتمام الكلام في كتاب المنهاج لشيخ الإسلام رحمه الله، فإن فيه ما يشفي صدور المؤمنين.

ثم إن ما ذكره النبهاني من أن سند الطرايق المبتدعة يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن عزرائيل إلى آخر ما ذكره فهو كذب لا أصل له.

وتحقيق ذلك: أن أهل المعرفة وحقائق الإيمان المشهورين في الأمة بلسان الصدق إنما وصلوا إلى ما وصلوا إليه بالعمل بما في الكتاب والسنة لا بلباس الخرقة، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ١. فأين حقائق القلوب من لباس الأبدان.

ويقال ثانياً: الخرق متعددة أشهرها خرقتان: خرقة إلى عمر، وخرقة إلى عليّ، كما حققه شيخ الإسلام، فخرقة عمر لها إسنادان: إسناد إلى أويس القرني، وإسناد إلى أبي مسلم الخولاني.

وأما الخرقة المنسوبة إلى عليّ؛ فإسنادها إلى الحسن البصري، والمتأخرون يصلونها بمعروف الكرخي، فإن الجنيد صحب السري والسري صحب معروفاً الكرخي بلا ريب، وأما الإسناد من جهة معروف فينقطع، فتارة يقولون: إن معروفاً صحب علياً وهو ابن موسى الرضا، وهذا باطل قطعاً، لم يذكره المصنفون لأخبار معروف بالإسناد الثابت المتصل، كأبي نعيم وأبي الفرج ابن الجوزي في كتابه الذي صنفه في فضائل معروف، ومعروف كان منقطعاً في الكرخ، وعلي بن موسى كان المأمون قد جعله ولي العهد بعده، وجعل شعاره لباس الخضرة، ثم


١ أخرجه مسلم (٢٥٦٤) وأحمد (٢/٢٨٥، ٥٣٩) وابن ماجه (٤١٤٣) من حديث أبي هريرة. ولفظ. "وأعمالكم" عند أحمد وابن ماجه دون مسلم.
وقد وهم المصنف رحمه الله يعزو إلى الصحيحين؛ وإنما هو في "صحيح مسلم" دون البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>