إلى قاص وهو يقص، فقال: أعلمت الناسخ والمنسوخ؟ قال لا، قال: هلكت وأهلكت.
قال وحدثنا زهير بن عباد الرواسي، حدثنا أسد بن حمران عن جويبر عن الضحاك، أن علي بن أبي طالب دخل مسجد الكوفة فإذا قاص يقص فقام على رأسه فقال: يا هذا! تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: أفتعرف مدني القرآن من مكيه؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت. قال: أتدرون من هذا؟ هذا يقول: اعرفوني اعرفوني١.
وقد صنف ابن الجوزي مجلداً في مناقب الحسن البصري، وصنف أبو عبد الله محمد بن عبد الواحي المقدسي جزءاً فيمن لقيه من أصحابه، وأخبار الحسن مشهورة في مثل "تاريخ البخاري".
قال شيخ الإسلام: "وقد كتبت أسانيد الخرقة، لأنه كان فيها أسانيد فبينتها ليعرف الحق من الباطل، ولهم أسانيد أخر بالخرقة المنسوبة إلى جابر، وهو منقطع جداً، وقد عقل بالنقل المتواتر أن الصحابة لم يكونوا يلبسون مريديهم خرقة، ولا يقصون شعورهم، ولا التابعون، ولكن هذا فعله بعض مشايخ المشرق من المتأخرين وأخبار الحسن مذكورة بالأسانيد الثابتة في كتب كثيرة يعلم منها ما ذكرنا.
وقد أفرد أبو الفرج ابن الجوزي له كتاباً في مناقبه وأخباره.
وأضعف من هذا نسبة الفتوة إلى علي، وفي إسنادها من الرجال المجهولين الذين لا يعرف لهم ذكر ما يبين كذبها.
وقد علم كل من له علم بأحوال الصحابة والتابعين أنه لم يكن فيهم أحد يلبس سراويل، ولا يسقي ملحاً، ولا يختص أحد بطريقة تسمى الفتوة، لكن كانوا
١ انظر "نواسخ القرآن" لابن الجوزي (رقم: ١- وما بعده) . ط. المكتبة العصرية- بتحقيقي.