للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك لم تؤثر في قلبه شيئاً إن صدق أنه سلكها، بل هو من أضل الناس وأجهل الناس.

وأما ثالثاً: فلأن سنده مختل باطل، كما يعلمه من يطبقه على ما سبق من كلام شيخ الإسلام.

وبالجملة؛ فكلامه في كتابه هذا من أوله إلى آخره ظلمات بعضها فوق بعض، فسبحان من طبع على قلبه وعلى سمعه وبصره، ومع ما هو عليه من الحال الذي ينبغي أن يرثى له بسببه يتطاول على علماء المسلمين الربانيين ويفحش القول فيهم، قبحه الله تعالى ولعنه كما لعن أصحاب السبت، وما أحقه بقول أبي العلاء المعري:

إذا وصف الطائي بالبخل ما در ... وعير قسا بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس أنت خفية ... وقال الدجى للصبح لونك حائل

وطاولت الأرض السماء سفاهة ... وفاخرت الشهب الحصى والجنادل

فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدّي إن دهرك هازل

والكلام على بدع الطرائق وأهلها مفصل في غير هذا الموضع، وفي كتاب (كشف أحوال المشايخ الأحمدية وبيان أحوالهم الشيطانية) ما يشفي صدور المؤمنين، وتقر به عين الموحدين.

والنبهاني لم يزل يكرر قوله في التبجح والافتخار بالإجازات الكاذبة التي لا أصل لها، ويقول: وعندي بحمد الله إجازات بكثير من الطرق العلية غير الخلوتية والشاذلية، كالقادرية والرفاعية والنقشبندية، ولكن كل ذلك لأجل البركة باتصال سندي بالنبي صلى الله عليه وسلم كما اتصل من طرق الفقهاء والمحدثين وسائر علماء الدين.. إلى آخر هذيانه.

ولا بدع إذا ما كان مجمع البدع والضلالات، وليت شعري ماذا نفعته تلك الإجازات، وأي بركة حصلت له ما هاتيك الخزعبلات، وهل هي إلا أن قضى شطراً من عمره في محاكم القوانين والنظامات، وصرف أيامه بالجهالات

<<  <  ج: ص:  >  >>