للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجر العسقلاني المحدث الشهير، بل أخذ بكلام ابن حجر المكي لموافقته إياه في الغلو والميل إلى البدع، فلذلك تراه يترنم بأقواله ويكرره مرة بعد أخرى، والكل من الشافعية.

وبعد ختم النبهاني كتابه بخاتمة السوء ذكر رسالة مختصرة للبكري في الرد على من منع الزيارة، وعبارة من كلام الشيخ زروق تعرض فيها لشيخ الإسلام، وكلاماً للنابلسي مختصراً مما يتعلق بالزيارة، ولما كان ذلك كله خارجاً عن كتابه وأن ما ذكرناه من الكلام على الزيارة يرد كل باطل يخالفه أعرضنا عن المناقشة فيها، ومن وقف على ما فيها من الجهل والضلال تحقق أن موحدي العرب في الجاهلية كزيد وقس بن ساعدة وأمية أسعد من هؤلاء حالاً، كما يدلك على ذلك شعرهم المذكور في كتب السير والتاريخ.

فعليك أيها الأخ المسترشد باتباع الكتاب والسنة فإنهما الإمامان اللذان أمرنا بالإقتداء بهما، والداعيان إلى سبيل الله فاشدد بيديك عليهما، ولا تنظر إلى ما ابتدعه أهل الأهواء، فإنه من أضر الأدواء، وقد سبق تفاصيل البدع بأنواعها وما ورد من النهي عنها، فمن تأملها وأمعن نظره فيما شرعه الله تعالى لنا مما تضمنه الكتاب وبينته السنة علم أن النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يحيد عنها إلا من مرض قلبه وطاش في مهاوي الضلال لبه، وأصل الاتباع المخرج عن الابتداع يحصل بمتابعة العبادات، ولا يحصل كمال الاتباع إلا في الإقتداء به في جميع حالاته سكونه وحركاته، عباداته وعاداته، وللسلف الصالح من هذا الكمال المشرب الأصفى، والحظ الوافر الأوفى.

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن العرباض بن سارية، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات

<<  <  ج: ص:  >  >>