الأمور، فإن كل بدعة ضلالة"١.
فقد أوصانا صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة خلفائه الراشدين الذين هم على طريقته، وحرض على ذلك بقوله: "عضوا عليها بالنواجذ" المراد به المسك بجميع الفم، إشارة إلى غاية التمسك، فكأنه قال صلى الله عليه وسلم اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفاً من ذهابه وتفلته. أذاقنا الله حلاوة الاتباع، ووقانا بفضله شر الفضول والابتداع، وما أحسن ما قال بعفر الأدباء الأفاضل وقد أخلص النصح فيما هو قائل:
يا باغي الإحسان يطلب ربه ... ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدي الصحابة والذي ... كانوا عليه في الزمان الخالي
واسلك طريق القوم أين تيمموا ... خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى ... سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه ... وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغي الهدى ... فماله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم ... الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء ... والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم ... وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نقص ولا ... في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا ... فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في أحوالهم ... تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر ... بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة ... وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هوناً نطقهم ... بالحق لا بجهالة الجهال
حلماً وعلماً مع تقى وتواضع ... ونصيحة مع رتبة الإفضال
١ تقدم تخريجه.