للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان ابتدائي به أول يوم من شهر رمضان من شهور سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة سيد ولد عدنان، وختمته بحمد الله تعالى ليلة السبت نصف الليل لأربع وعشرين ليلة خلت من شوال تلك السنة المباركة أواخر فصل الخريف، وقد كل مني البصر، ووهن العظم طلباً لمرضاة الله تعالى، وصيانة لشرعه الشريف، ممن تصدى له- خذله الله- بالتبديل والتحريف، فأسألك اللهم أن تختم بعفوك أجلي، وأن تحقق في رجاء رحمتك أملي، وأن تسهل إلى بلوغ رضاك سبلي، وأن تحسن في جميع أحوالي عملي.

اللهم ونبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني لطاعتك في أيام المهلة، وانهج بي إلى محبتك سبيلاً سهلة، واجمع لي بها خير الدنيا والآخرة.

اللهم لا تكلني إلى خلقك، بل تفرد بحاجتي وتول كفايتي، وانظر إليَّ في جميع أموري، فإنك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها ولم أقم ما فيه مصلحتها، وإن وكلتني إلى خلقك تجهموني، وإن ألجأتني إلى قرابتي حرموني، فبفضلك اللهم فأغثني وبعظمتك فانعشني وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني.

اللهم لا تجعل لغيرك عليّ منة، ولا له عندي يداً، ولا لي إليهم حاجة، بل اجعل سكون قلبي وأنس نفسي واستغنائي وكفايتي بك.

اللهم أنطقني بالهدى، وألهمني التقوى، ووفقني للتي هي أزكى، واستعملني بما هو أرضى.

اللهم اسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحي، اللهم ومتعني بالاقتصاد، واجعلني من أهل السداد، ومن أدلة الرشاد، ومن صالح العباد، وارزقني فوز المعاد، وسلامة المرصاد.

اللهم أنت عدتي إن حزنت، وأنت منتجعي إن حرمت، وبك استغاثتي إن كربت، وعندك مما فات خلف، ولما فسد صلاح، ومما أنكرت تغيير، واكفني مؤنة معرة العباد، وهب لي أمن يوم المعاد، وامنحني حسن الإرشاد، اللهم أظلني

<<  <  ج: ص:  >  >>