والحديث أخرجه: أبو داود (٥٠٦٩) والطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ رقم: ٣٤٥٢) وفي "مسند الشاميين " (١٦٧٤) وابن حجر في "نتائج الأفكار" (١/١٧٢) . من طريق: محمد بن إسماعيل، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً. وإسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الانقطاع؛ فمحمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه. الثانية: رواية شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسلة. قال المنذري في "مختصره على سنن أبي داود" (٨/٤) : "في إسناده محمد بن إسماعيل وأبوه؛ وفيهما مقال". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "هذا حديث غريب". أما قول النووي في "الأذكار" (ص ٥٠- ط. الهدى) : "لم يضعفه أبو داود. فقد تعقّبه الحافظ ابن حجر بقوله: "يريد في السنن؛ وإلا فقد ضعّف راويه في أسنلة الآجري، فقال: محمد بن إسماعيل بن عياش ليس بذاك، وسألت عنه عمرو بن عثمان؛ فدفعه. وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه فحملوه على أن حدّث عنه. قلت:- القائل هو الحافظ- ولعله كانت له من أبيه إجازة، فأطلق فيها التحديث، أو يجوز في إطلاق التحديث على الوجادة. وقد أخرج أبو داود بهذا الإسناد أربعة أحاديث يقول في كل منها: قال محمد بن عوف: وقرأته في أصل محمد بن إسماعيل بن عياش. وإسماعيل وإن كان فيه مقال؛ لكن هذا من روايته عن شامي؟ فتثبل عند الجمهور. وفي السند علّة أخرى؛ قال أبو حاتم: رواية شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسلة. وقد حكى الشيخ الخلاف في اسم أبي مالك، وبقي منه أنه قيل: عامر، وقيل: عبيد الله- بالإضافة-. ومن سمّاه كعباً قال: ابن عاصم. وقال بعضهم: كعب بن كعب. والتحقيق؛ أن أبا مالك الأشعري ثلاثة؛ الحارث بن الحارث، وكعب بن عاصم؛ وهذان مشهوران باسميهما، ولا اختلاف في كنينهما، والثالث هو المختلف في اسمه، وأكثر ما يرد في الروايات بكنتيه وهو راوي هذا الحديث. وقد أخرجه الطبراني في مسند الحارث بن الحارث؛ فوهم. فإنه غيره، والله أعلم" اهـ. قلت: وكلام الحافظ هنا نفيس ومتين قد لا تجده في مكان آخر. ومنه تعلم وهم من حسّن الحديث أو صحّحه. وممن وقع في هذا الوهم الشيخ عبد القادر الأرنؤوط- سلَّمه الله- في تحقيقه على "الإذكار" فحسّنه. وصحّح إسناده هو وشعيب في تحقيقهما على "زاد المعاد" (٢/٢٨٢) . وقد أحسن صنعاً من قام على تحقيق "زاد المعاد" (٢/٢٩٩) ط. مؤسسة الريان- فأشاروا إلى تضعيف الشيخ ناصر للحديث بالعزو إلى "ضعيف سنن أبي داود". فالشيخ رحمه الله كان قد مال إلى تصحيح الحديث في "الصحيحة" (رقم: ٢٢٥- الطبعة القديمة) وفي "الكلم الطيب" (ص٥٠. رقم: ٦١) و"صحيح الجامع" (٨٣٩) . لكنه تراجع عن تصحيحه وضعّفه في "ضعيف سنن أبي داود" (١٠٩١) وحذفه من "صحيح الكلم الطيب" الطبعة الجديد، وكذا من "السلسلة الصحيحة".