للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أخلقك، قال: فكما كتبته عليَّ فاغفره لي. فذلك قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ١.

وعن ابن عباس؛ قال آدم عليه السلام: ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت فيّ من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت: يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل: بلى. وكتبت عليَّ أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أفرأيت إن تبتُ هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال: نعم٢. وكذا رواه العوفي وسعيد بن جبير، وسعيد بن معبد. ورواه الحاكم في مستدركه إلى ابن عباس٣. وروى ابن أبي حاتم حديثاً مرفوعاً شبيهاً بهذا٤.

وعن مجاهد قال الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم"٥. وهذا ما عليه المفسرون، لا ما قاله الغلاة. فإن كان بعض من لا بصيرة له قد ذكره فالحجة فيما ثبت عن الصحابة وعن سلف الأمة وأئمتها، ولا يجوز تفسير القرآن بأقوال شاذة أو موضوعة لا تثبت عند أهل العلم والحديث وأئمة التصحيح والترجيح.


١ أخرجه ابن أبي حاتم (١/١ ٩/٤٠٩) وابن جرير في "تفسيره" (١/رقم: ٧٨١- ٧٨٤) وأبو نعيم في "الحلية" (٣/٢٧٣) وأبو الشيخ في "العظمة" (رقم: ١٠١١) .
وانظر: "تفسير ابن كثير" بتحقيق الشيخ الحويني- سلمه الله- (٢/٣٠٨) .
٢ أخرجه ابن أبي حاتم (١/٩٠- ٩١/٤٠٧) بإسناد منقطع.
٣ "المستدرك" (٢/٥٤٥) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقال الشيخ الحويني في تحقيقه على " تفسير ابن كثير" (٢/٣٠٩) : "إسناد جيد" وانظر باقي كلامه هناك.
٤ أخرجه ابن أبي حاتم (١/٩٠/٤٠٦) وقال الحافظ ابن كثير: "هذا غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع".
٥ أخرجه ابن أبي حاتم (١/٩١/٤١١) وصححه الشيخ الحويني (٢/٣١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>