للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جامع أمه في الطريق لفعلتموه"١. وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه٢، وشداد بن أوس٣، وعن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده٤.

فصار الأمر طبق ما أخبر به هذه الأمة نبيها، وظهر وجه الشبه بينهم وبينها، وانتهى الحال إلى أن قيل بالاتحاد والحلول، وكثرت في ذلك إشارات القوم والنقول، وصار هو مذهب الخاصة والخلاصة عند الأكثرين، ومن أنكره فهو عندهم ليس على شيء من العلم والدين، وعُبِدَتْ الكواكب والنجوم، وصُنّف في ذلك مثل أبي معشر وصاحب السر المكتوم، وعُظّمت القبور، وبُنيت عليها المساجد، وعُبدت تلك الضرائح والمشاهد، وجُعِلَتْ لها الأعياد الزمانية والمكانية، وصُرفت لها العبادات المالية والبدنية، ونُحِرَتْ لها النحائر والقرابين، وطاف بها الفوج بعد الفوج من الزائرين والسائلين، وحَلَقَتْ لأربابها رؤوس الوافدين، وهتف بدعائها ورجائها من حضر أو غاب من المعتقدين والمحبين، واعتمدوا عليها في المهمات من دون الله رب العالمين، وانتهكت بأعيادها وموالدها محظورات الشريعة والمحرمات، واسْتُبيح فيها ما اتفق على تحريمه جميع الشرائع والنبوات، وكثر المكاء والتصدية بتلك الفجاج والعرصات، وبارزوا بتلك القبائح والعظائم فاطر الأرض والسموات، وصنف في استحبابه بعض شيوخهم كابن المفيد، وظنه الأكثر من دين الإسلام والتوحيد، وأشير إلى من أنكره بالكفر الشديد، وقد ضمن الله تعالى لهذه الأمة أن لا تجتمع على ضلالة، وأن لا يزال فيها من يعبد الله تعالى قائماً على أي وصف وحالة، وجاء الحديث بأنه تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل قرن من يجدد لها أمر الدين، ويقوم من الحجة بالواضح المستبين، فمنهم من قص علينا نبؤه ووصل، ومنهم


١ أخرجه الحاكم (٤/٤٥٥) والبزار (٣٢٨٥-كشف الأستار) . وانظر "الصحيحة" (٣/٣٣٤/١٣٤٨) .
٢ أخرجه البخاري (٧٣١٩) .
٣ أخرجه ابن الجعد في "مسنده" (٣٤٢٤) والآجري في "الشريعة" (١/١٣٤/٣٦) بإسناد ضعيف، لكن الحديث صحيح بشواهده.
٤ أخرجه الآجري (١/١٣٤/٣٥) بإسناد ضعيف جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>