للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعاة إلى عبادة الأولياء والصالحين أناس من أهل وقته، فباؤوا بغضب الله ومقته، وأظهره الله عليهم بعد الامتحان، وحقت كلمة ربك على أهل الكفر والطغيان، وهذه سنة الله التي قد خلت من قبل، وحكمته التي يظهر بها ميزان الفضل والعدل، وقد جمع أعداؤه شبهات في رد ما أبداه، وجحد ما قرره وأملاه، واستعانوا بملئهم من العجم والعرب، ونسبوه إلى ما يستحي من ذكره أهل العقل والأدب، فضلاً عن ذوي العلوم والرتب، وزعموا أنه خارجي مخالف للسنة والجماعة، كمقالة أسلافهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صابئي صاحب إفك وصناعة" انتهى ما قصدنا نقله من الكلام.

ثم إن النبهاني عقد باباً رابعاً نقل فيه على زعمه أقوال علماء المذاهب الأربعة في الرد على ابن تيمية، والكلام على بعض كتبه، ومخالفته أهل السنة في بعض المسائل المهمة، ومنها اعتقاد الجهة في جانب الله تعالى وتقدس.

قال: "فممن عاصره الإمام صدر الدين ابن الوكيل العروف بابن مرحل الشافعي١ وقد ناظره".

أقول ومن الله المدد والإعانة: هذا الباب هو عمدة أبواب كتاب النبهاني وبيت قصيده، ولأجل ذكره ألّف كتابه، فإن الغلاة بغضهم لشيخ الإسلام ابن تيمية مما لا شبهة فيه، والنبهاني في هذا من حثالتهم وفضلاتهم، فلا شك أنه من أشد الناس عداوة لهذا الإمام، لأن غالب كتبه في الرد على المبتدعة وأهل الزيغ والضلال والإلحاد.

ثم إنه ذكر ابن الوكيل قبل كل أحد من أعداء الشيخ لأنه كان عريقاً في البدع، مبغضاً للسنة النبوية، وكان من غلاة الشافعية أيضاً، وقعت بينه وبين شيخ الإسلام قدس الله روحه مناظرات، وقد أثار عليه فتناً كثيرة.


١ هو محمد بن عمر بن مكي صدر الدين المعروف بابن المرحل أو ابن الوكيل. ولد سنة (٦٦٥) وتوفي سنة (٧١٠) .
انظر: ترجمته في "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/٢٣٣/٥١٩) و"طبقات الشافعية" لابن السبكي (٦/٢٣- ٢٨) و"البداية والنهاية" (١٤/٨٠) و"النجوم الزاهرة" (٩/٢٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>