ولم يكن مانعاً نفس الزيارة بل ...
شد الرحال إليها فادر وانتبه
تمسكاً بصحيح النقل متبعاً ... خير القرون أولي التحقيق والنبه
مع الأئمة أهل الحق كلهم ... قالوا كما قال قول غير مشتبه
وقد علمت يقيناً حين وافقه ... أهل العراق على فتياه فافت به
هذا وقد قلت فيما قلت مرتجلاً ... فيما تقدم قولاً غير منجبه
لو كان حياً ترى قولي ويسمعه ... رددت ما قال رداً غير مشتبه
فابرز ورد ترى والله أجوبة ... مثل الصواعق تردي من تمر به
عقلاً ونقلاً وآيات مفصلة ... من كل أروع شهم القلب منتبه
ماضي الجنان كحد السيف فكرته ... يريك نثراً ونظماً في تأدبه
وقّاد ذهن إذا جالت قريحته ... يكاد يخشى عليه من تلهبه
يقابلون الذي يأتي بمشتبه ... من الكلام ولا يخشون ذا النبة
فنزل القوم في أعلى منازلهم ... فليس ذو منصب يحمى بمنصبه
وانظر إلى من طغى في الأرض من أمم ... ولا تكن سالكاً في أثر سبسبه
إن الإله يجازي كل ذي عمل ... بمثل إحسانه أو قبح مكسبه
هذا جوابك يا هذا موازنة ... بحراً وقافية في النظم والشبه
والحمد لله حمداً لا نفاد له ... جار على مرما يقضي وأطيبه
ثم الصلاة على خير الورى شرفاً ... محمد المصطفى الهادي بمذهبه
وآله والصحاب الغر كلهم ... ما أشرق الجو من أنوار كوكبه
وكلا القصيدتين مشهورتان.
وقد رأيت ما لقي السبكي من الويل والعطب بسبب مجاوزته حده في الجهل والحسد، وما أحسن ما وصف به الحافظ أبو عبد الله بن قدامة كتاب (شفاء السقام) وترجم مؤلفه السبكي.
أما وصف الكتاب فهو هذا: قال الحافظ: "أما بعد؛ فإني وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية، في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية، في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور، وذكر أنه