فما هم والمعالي منذ كانوا ... وكانت غير معشوق وعاشق
وهم فحوى حقيقة كل شيء ... وهم عنوان ديوان الحقائق
وهم خلعوا على أم المعالي ... وهم في المهد من مجد قراطق
وهم سنوا المعالي بالعوالي ... وبيض الهند والخيل السوابق
وهم من تعرف البطحا أباهم ... وتعرف جدهم للحق فارق
وهم من مهدوا للدين طرقاً ... يداس بها على قمم الطرائق
وهم أسد لهم يعلو زئير ... إذا هدرت بيوم وعي شقاشق
وإن خفقت لهم رايات بطش ... فؤاد الخافقين تراه خافق
تحدثهم فراستهم بما قد ... طواه بين جنبيه المنافق
هل، ومن قائل يوماً سواهم ... ليوم تفاخر في المجد لائق
يسوقون الكماة إلى المنايا ... وليس لهم سوى الإقدام سائق
قال المترجم رحمه الله في كتابه "العقود الجوهرية" بعد أن ذكر نسبه من الأبوين: "وأما ولادتي فكانت في الموصل أواخر سنة أربع وأربعين ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل التحية، قال: ولما بلغت من العمر أربع سنين ابتدأت بقراءة القرآن الكريم، وختمته سنة سبع من عمري، وحفظت طرفاً منه، ورويت قراءة حفص على أستاذي في النحو الملا عبد الرزاق الجبوري، وفي سنة أربع وخمسين طلبني عمي الشهير بالفضل، عبد الباقي الفاروقي، وكان إذ ذاك ساكناً بغداد، وبقيتُ عنده نحو ستة أشهر، وقد أكملت "شرح الألفية" للسيوطي على الشيخ أسعد أفندي الموصلي المدرس في مدرسة جامع الآصفية، ثم عدت إلى الموصل فقرأت أصول الفقه وعلم الحساب، وطرفاً من علم الوضع على العالم الفاضل الشيخ عبد الرحمن الكلاك، وجمعت الجمع الصغير والجمع الكبير في القراآت السبع على ولده الشيخ عبد اللطيف، وقرأت بعض المتون المنطقية على العابد الزاهد والعالم الفاضل الشيخ محمد أمين بن الملا عبيده، وقرأت علم البديع وطرفاً من علم المعاني والبيان على رئيس العلماء المشهود له بالعلم والورع الشيخ عبد الله الفاروقي قدس الله روحه، ثم إن غمي رحمه الله