للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزالت تلك الظلمات، ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً، بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله، وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون". انتهى كلام ابن حجر.

ومثل ذلك كثير في كتبه, وقد أدينا له حقه فيما كتبناه عليه صاعاً بصاع، وبينا ما زوره وافتراه، وأقمنا عليه الحجج والبراهين في هدم ما بناه.

والمقصود أن يقال للنبهاني: ما حمل ابن حجر أن يتهور ذلك التهور والغل الذي أبداه للذين آمنوا ومن سبقه بالإيمان؟ فبأي جواب يجيب عن ابن حجر أجبناه عن مصنف "جلاء العينين" بمثله، مع علمه أنه لم يلعن ابن حجر ولم يشتمه، ولم يقل فيه وفي أضرابه من الغلاة ما قاله الله في اليهود {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} مع أن ابن تيمية وأصحابه دعوا إلى الله وعملوا صالحاً، وذبوا عن دينه، وجاهدوا في الله، وعظموا رسوله صلى الله عليه وسلم كمال التعظيم، وهدموا أركان البدع والضلال والكفر، وهذه كتبهم التي تتداولها الأيدي تشهد بذلك، وتكذب ابن حجر، وتسود وجهه بسواد لا يبيض، أهكذا جزاء الإحسان؟ أهكذا يقال في حفظة السنة والقران؟

والنبهاني إن كان يحسن قراءة العبارة يعلم أن مصنف "جلاء العينين" لم يقصر في حسن التعبير والتبجيل الذي ذكره في ابن حجر، مع أن كل منصف يعلم أنه ليس أهلاً لذلك

الوجه الثاني: يقال للنبهاني: إن صَدَرَ من مصنف "جلاء العينين" شيء من

ذلك فالذي حمله عليه إنصافه ومزيد إطلاعه على أقوال الأئمة، وما ورد في الكتاب والسنة، والامتثال لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ١ وما ورد في الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من علمه الله علماً فكتمه ألجمه الله بلجام من نار". وهو لم يَمِلْ إلا إلى


١ سورة آل عمران: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>