للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} ١ وقالوا: {إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} ، فرد عليهم بقوله: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ٢. و {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ٣. وقالوا: إن الله تعالى بكى على الطوفان حتى رمدت عيناه وعادته الملائكة. وقالوا: إن الله ندم على خلق بني آدم، وأدخلوا هذه الفرية في التوراة. وقالوا عن لوط: إنه وطىء ابنتيه، وأولدهما ولدين نسبوا إليهما جماعة من الأنبياء. وقالوا في بعض دعاء صلاتهم: انتبه كم تنام يا رب! استيقظ من رقدتك! فتجرؤوا على رب العالمين بهذه المناجاة القبيحة، كأنهم ينخونه بذلك لينتخي لهم ويحتمي كأنهم يخبرونه أنه قد اختار الخمول لنفسه وأحبائه، فيهزونه بهذا الخطاب للنباهة واشتهار الصيت، وما كان منهم مع موسى عليه السلام فأمر مشهور.

وبالجملة؛ فافتراؤهم على الله ورسله وأنبيائه ورميهم لرب العالمين ورسله بالعظائم كثير جداً، وقد ذكر نبذة منه العلامة ابن حزم في كتابه "الملل والنحل" والحافظ ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى".

وأما ما كان من النصارى، فهو أنهم اعتقدوا أن رب السموات والأرض تبارك وتعالى نزل عن كرسي عظمته وعرشه، ودخل في فرج امرأة تأكل وتشرب وتبول وتتغوط، فالتحم ببطنها، وأقام هناك تسعة أشهر يتلبط بين نجو وبول ودم وطمث، ثم خرج إلى القماط والسرير، كلما بكى ألقمته أمه ثديها، ثم انتقل إلى المكتب بين الصبيان، ثم آل أمره إلى لطم اليهود خديه، وصفعهم قفاه، وبصقهم في وجهه، ووضعهم تاجاً من الشوك على رأسه، والقصبة في يده، استخفافاً به وانتهاكاً لحرمته، ثم قربوه من مركب خص بالبلاء راكبه فشدوه عليه وربطوه


١ سورة المائدة: ٨.
٢ سورة آل عمران: ١٨٣.
٣ سورة البقرة: ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>