للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخصه ومؤلفه بشتمه وسبه كما شتم شيخ الإسلام وأكابر أصحابه إقتداء بمشايخه السبكي وولده وابن حجر، وقلدهم تقليد أعمى، ولم يلتفت إلى الدليل، وقد كفيناه وأعطيناه حقه بل زدناه كما قد قيل:

إن السؤال والجوا مثلما ... قد قيل في التمثيل أنثى وذكر

ونحن قد تطفلنا على هذا المبحث فمن الواجب أن يرد على ذلك الزائغ بعض أبناء مصنف "جلاء العينين" فقد بلغني أن فيهم أفاضل فكان من حقهم أن يذبوا عن والدهم، ويلقموا هذا الخصم الذي خطا خطوات العدوان بحجر سكوت، ولكن إعراضهم عن ذلك إما لعدم وصول الكتاب إليهم، وإما عدم مبالاة بما كان من الجاهل النبهاني، كما قال القائل:

عذرت البزل إن هي خاطرتئي ... فما بالي وبال ابن اللبون

فإن نبح الكلاب لا يضر السحاب، وطنين الذباب لا يخاف منه أولو الألباب، وما أحسن ما قال ابن سند أحد سكنة العراق من علماء نجد:

يا معهد الزيغ لأحياك مبتكر ... من السحاب ضحوك البرق منهمل

ولا أنني فيك فسطاط السعود ولا ... أقيم فيك لأبكار الرضا كلل

ولا عداك البلى في كل آونة ... حتى تزول الجبال الشم والقلل

إذ أنت دمنة خبثت طالما رتعت ... فيها من الحمر الأهلية الهمل

من كل من بخثت منه ضمائره ... إذا انقضى دخل منها أتى دخل

رأى خيار الورى طراً فجانبهم ... كذا يجانب أرباب العلى السفل

وصار يرميهم منه بكل هجا ... وما على البدر لو أزرى به طفل

وما على العنبر الفواح من حرج ... إن مات من شمه الزبال والجعل

أو هل على الأسد الكرار من ضرر ... أن ينهق العير مربوطاً أو البغل

أو هل على أنجم الخضراء منقصة ... إن عابها من حصى الغبراء منجدل

فلا وربك لا يزري بشمس ضحى ... أعابها الجدي أم قد عابها الحمل

وقد يعيب الفتى من ليس يدركه ... إذ كل ضد بذم الضد مشتغل

<<  <  ج: ص:  >  >>