دينها"١. فلقد أحيا الله تعالى به ما كان قد درس من شرائع الدين، وجعله حجة على أهل عصره أجمعين، والحمد لله رب العالمين ".
وبالجملة؛ فكلام الأئمة بالثناء عليه مما يطول، وفيما ذكرناه كفاية تدل على علو رتبته ورفيع شأنه ومرتبته رضي الله تعالى عنه آمين.
وأثنى عليه كثير من الفضلاء بالقصائد في حال حياته فمن ذلك قصيدة نجم الدين إسحاق بن أبي بكر التركي وهي:
ذراني من ذكرى سعاد وزينب ... ومن ندب أطلال اللوى والمحصب
ومن مدح آرام سنحن برامة ... ومن غزل في وصف سرب وربرب
ولا تنشداني غير شعر إلى العلى ... يظل ارتياحاً يزدهيني ويطبي
وإن أنتما طارحتماني فليكن ... حديثكما في ذكر مجد ومنصب
بحب المعالي لا بحب أم جندب ... أقضي لبانات الفؤاد المعذب
خلقت امرءاً جلداً على حملي الهوى ... فلست أبالي بالقلى والتجنب
سواء أرى بالصول تقريض جؤذر ... أو إعراض ظبي ألعس الثغر أشنب
ولم أصب في عصر الشبيبة والصبا ... فهل أصبون كهلاً بلمة أشيب
يعنفني في بغيتي رتب العلى ... جهول أراه راكباً غير مركبي
له همة دون الحضيض محلها ... ولي همة تسمو على كل كوكب
فلو كان ذا جهل بسيط عذرته ... ولكنه يدلي بجهل مركب
يقول علام اخترت مذهب أحمد ... فقلت له إذ كان أحمد مذهب
وهل في ابن شيبان مقال لقائل ... وهل فيه من طعن لصاحب مضرب
أليس الذي قد طار في الأرض ذكره ... وطبقها ما بين شرق ومغرب
إلى أن قال:
إمام الهدى الداعي إلى سنن الهدى ... وقد فاضت الأهواء من كل مشعب
وأصحابه أهل الهدى لا يضرهم ... على دينهم طعن امرىء جاهل غبي
١ تقدم تخريجه.