السيوف، وأجمع من السجوف، وأجلى من فلق الصباح، وأجلب من فلق الرماح، إذا وثب في وجه خطب تمزقت على كتفيه الدرع وانتشر السرد، ولقد نافسنا ملوك جند كشخان عليه ووجهت دسائس رسلها إليه، ولما وشوا به إلى السلطان الأعظم الملك الناصر لدين الله وأحضره بين يديه قال من جملة كلامه: إنني أخبرت أنك قد أطاعك الناس، وأن في نفسك أخذ الملك، فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر: أنا أفعل ذلك والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلساً، فتبسم السلطان لذلك وأجابه في مقابلته بما أوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة: إنك والله لصادق، وإن الذي وشى بك إلي لكاذب، واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يلقى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهر حاله العدالة، وباطنه مشحون بالفسق والجهالة.