للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني لأقسم والإسلام معتقدي ... وأنني من ذوي الإيمان إيمانا

لم ألق قبلك إنساناً أسر به ... فلا برحت لعين المجد إنسانا

في أبيات كثيرة غير هذه يمدح فيها الشيخ ويذم أعداءه.

وفي يوم الجمعة صلى الشيخ في جامع الحاكم وجلس، فاجتمع عليه خلق عظيم، فسئل منه الوعظ، فاستعاذ وقرأ الفاتحة وتكلم في تفسير {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ١وفي معنى العبادة والاستعانة، إلى العصر.

ثم لم يزل الشيخ رحمه الله بمصر يعلم الناس ويفتيهم ويذكر بالله ويدعو إليه ويتكلم في الجوامع على المنابر بتفسير القرآن وغيره من بعد صلاة الجمعة إلى العصر إلى أن ضاق منه خلق كثير.

وقال الحافظ الذهبي: أقام بمصر يقرىء العلم، واجتمع خلق عنده إلى أن تكلم في الاتحادية القائلين بوحدة الوجود وهم ابن سبعين وابن عربي والقونوي وأشباههم، فتحزب عليه صوفية وفقراء وسعوا فيه، واجتمع خلائق من أهل الخوانق والربط والزوايا واتفقوا على أن يشكوا الشيخ للسلطان، فطلع منهم خلق إلى القلعة وخلق تحت القلعة وكانت لهم ضجة شديدة حتى قال السلطان: ما لهؤلاء؟ فقيل له: جاؤوا من أجل الشيخ ابن تيمية يشكون منه ويقولون إنه يسب مشائخهم ويضع من قدرهم عند الناس، واستغاثوا منه وأجلبوا عليه، ودخلوا على الأمراء في أمره ولم يبقوا ممكنا، وأمر أن يعقد له مجلس بدار العدل، فعقد له يوم الثلاثاء في عشر شوال الأول سنة سبع وسبعمائة، وظهر في ذلك المجلس من علم الشيخ وشجاعته وقوة قلبه وصدق توكله وبيان حجته ما يتجاوز الوصف وكان وقتاً مشهوداً.

وذكر الشيخ علم الدين البرزالي وغيره أن في شوال من سنة سبع وسبعمائة شكى شيخ الصوفية بالقاهرة كريم الدين الآملي وابن عطاء وجماعة نحو الخمسمائة من الشيخ تقي الدين وكلامه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فخيروه


١ سورة الفاتحة: الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>