يا عالماً بنقولى الفقه أجمعها ... أعنك تحفظ زلآت كما ذكروا
يا قامع البدع اللاتي تحببها ... أهل الزمان وهذا البدو والحضر
ومرشد الفرقة الضلال نهجهم ... من الطريق فلا حاروا ولا سهروا
ألم تكن للنصارى واليهود معاً ... مجادلاً إذ هم في البحث قد حضروا
وكم فتى جاهل غر أبنت له ... رشد المقال فزال الجهل والغرر
ما أنكروا منك إلا أنهم جهلوا ... عظيم قدرك لكن ساعد القدر
قالوا بأنك قد أخطأت مسألة ... وقد يكون فهلا منك تغتفر
غلطت في الدهر أو أخطأت واحدة ... أما أجدت إصابات فتعتذر
ومن يكون على التحقيق مجتهداً ... له الثواب على الحالين لا الوزر
أم تكن بأحاديث النبي إذا ... سئلت تعرف ما تأتي وما تذر
حاشاك من شبهة فيها ومن شبه ... كلاهما منك لا يبقى له أثر
عليك في البحث أن تبدي غوامضه ... وما عليك إذا لم تفهم البقر
قدمت لله ما قدمت من عمل ... وما عليك بهم ذموك أو شكروا
هل كان مثلك من يخفى عليه هدى ... ومن سمائك تبدو الأنجم الزهر
وكيف تحذر من شيء تزل به ... أنت التقي فماذا الخوف والحذر
ومنها: للعلامة أبي حفص عمر بن الوردي الشافعي ناظم البهجة عليه الرحمة:
قلوب الناس قاسية سلاط ... وليس لها إلى العليا نشاط
أينشط قط بعد وفاة حبر ... لنا من نثر جوهره التقاط
تقي الدين ذو ورع وعلم ... خروق المعضلات به تخاط
توفي وهو مسجون فريد ... وليس له إلى الدنيا انبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكة النعيم به أحاطوا
قضى نحباً وليس له قرين ... ولا لنظيره لف القماط
فتى في علمه أضحى فريداً ... وحل المشكلات به يناط
وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فرقة فسقوا ولاطوا