وكان الجن تفرق من سطاه ... بوعظ للقلوب هو السياط
فيا لله ما قد ضم لحد ... ويالله ما غطى البلاط
هم حسدوه لما لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا
وكانوا عن طريقته كسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط
وحبس الدر في الأصداف فخر ... وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتداء ... فقد ذاقوا المنون ولم يواطو
بنوا تيمية كانوا فبانوا ... نجوم العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامة حاسديه ... فشك الشرك كان به يماط
ويا فرح اليهود بما فعلتم ... فإن الضد يعجبه الخباط
ألم يك فيكم رجل رشيد ... يرى سجن الإمام فيستشاط
إمام لا ولاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رباط
ولا جاراكم في كسب مال ... ولم يعهد له بكم اختلاط
ففيم سجنتموه وغظتموه ... أما لجزا أذيته اشتراط
وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي ... ففيه لقدر مثلكم انحطاط
أما والله لولا كتم سري ... وخوف الشر لانحل الرباط
وكنت أقول ما عندي ولكن ... لأهل العلم ما حسن اشتطاط
فما أحد إلى الإنصاف يدعو ... وكل في هواه له انخراط
سيظهر قصدكم يا حابسيه ... ويهنيكم إذا نصب الصراط
فها هو مات عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا
وحلوا واعقدوا من غير رد ... عليكم وانطوى ذاك البساط
ومما ينسب إليه أيضا:
كان والله فقيهاً عالماً ... ذا عفاف وتقي ما يتهم
غير لم يدر مداراة الورى ... ومداراة الورى أمر مهم
ومنها: للشيخ الإمام محمد العراقي الجزري رضي الله تعالى عنه آمين: