عز عندي يوم الرحيل العزاء ... لنعي فيها الدموع دماء
طرق الخافقين خطب جسيم ... أطرقت منه في الورى العلماء
خفت أن ترهق السماء وكادت ... ترجف الأرض أو تمور السماء
فقد المسلمون قطب المعالي ... فبكته الأغواث والأولياء
كسف النيرين فقدك يا أحمـ ... ـد حقاً وغابت الجوزاء
أظلمت جلق التي كنت فيها ... وأضاءت بغيرك البيداء
يا طليق اللسان في كل فن ... فلقد شرفت بك العلياء
إن تكن مت فللعلوم التي أحييـ ... ـت من بعد موتها أحياء
مدحت فهمك الحروف جلالاً ... وكذاك الأفعال والأسماء
يا مزيل الأشكال عن كل فهم ... وله عن كل زلة إغضاء
لا الصباح صباح بعدك عندي ... في ضياء ولا المساء مساء
ما حضرت الجدال بين أناس ... يقرؤون الحديث إلا وفاءوا
أنت صخر الوجود في كل أرض ... والبرايا جميعها الخنساء
من لعلم التفسير فيما رواه ... جابر أو مجاهد أو عطاء
عطلت بعدك الدروس فما فيهـ ... ـا لرب الفهم السقيم شفاء
من لعلم الفتيا إذا اشتبه الأ ... مر وحارت في ردها الأذكياء
من لعلم الحديث بعدك فيما ... قاله الواصفون والأتقياء
طاهر الأصل كم حويت خصالاً ... قصرت عن فروعها الفصحاء
من تكن هذه السجايا سجاياه ... فلا تشتفي به الأعداء
كل ميت يكون مثل تقي الدين ... فالموت عنده أحياء
أيها القبر إن فيك لبحراً ... جللته مهابة وضياء
وجلال وعفة ووقار ... وجمال وبهجة وسناء
تعست ليلة الفراق وغابت ... أنجم أشرقت لها لألآء
نعت الناعيات نعيك في الأ ... فق وناحت في دوحها الورقاء
أيها الحبر أوحش الآن ربع ...
كنت فيه ومنزل وفناء