للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكرم الله مثواه ومضجعه ... بوابل من سحاب الجور والكرم

وهي طويلة أربعة وثلاثون بيتاً، وله في الشيخ مرائي أخر.

وللفاضل برهان الدين ولد شهاب الدين التبريزي الحنفي المتقدم ذكره عليهما الرحمة:

جودي بانسجام الدمع يا مقلة العاني ... إلى أن تروي الأرض من فيض أجفاني

وذق يا فؤادي كل يوم وليلة ... مرارة أشواق ولوعة أشجان

إلى أن أرى وجه ابن تيمية الذي ... به الله من أهل الضلالة نجاني

ومن لي بأن ألقاه والموت قد أتى ... فغيبه في الترب عن كل إنسان

فيا وحشة الدنيا لأنوار وجهه ... ويا لهف إخوان عليه وجيران

يحق لعين لاترجي لقاءه ... إلى الحشر أن ينهل مدمعها القاني

لقد عم أهل الأرض رزء مصابه ... ولم ينج فيهم منه قاص ولا دان

لقد كانت الدنيا به ذات بهجة ... ونور وإشراق وروح وريحان

وما كان إلا آية في زمانه ... وفي كل فضل حاز ليس له ثان

إمام هدى يدعو إلى سبل ربه ... دعاء نصوح مشفق غير خوان

فمذهبه ما جاء عن خير مرسل ... وأصحابه والتابعين بإحسان

أتى بعلوم حيرت كل واصف ... على أنه يهدى بثا كل حيران

فكم مبطل وافاه يبغي جداً له ... فأنصقه في البحث من غير عدوان

ويكشف عنه شبهة بعد شبهة ... إلى أن يبين الحق أحسن تبيان

فيصبح عن تلك المقالة معرضاً ... ولو كان من أحبار سوء ورهبان

يغار على الإسلام من كل بدعة ... وما زال منها هادماً كل بنيان

وفي الله لم تأخذه لومة لائم ... ولم يخش مخلوقاً من الإنس والجان

ولم ينتقم في الدهر يوماً لنفسه ... ولكنه يؤذى فيعفو عن الجاني

وأما سماح الكف فالبحر دونه ... ولم يك في بذل العطاء بمنان

ولو وزنوا أهل الشجاعة كلهم ... به رجح الشجعان في كل ميزان

فمن جاهد الأعداء في الدين مثله ...

ومن سل سيف العزم في وجه غازان

<<  <  ج: ص:  >  >>