المسائل، واعتراضه على هؤلاء الأكابر، وما شبهت كتبه إلا بكنوز مملوءة من الجواهر النفيسة، ولكنها مرصودة من بدعه ومخالفته للأمة بحيات قاتلات، فهي تمنع الناس من الإقبال عليها والانتفاع بها ... إلى آخر ما هذى به.
هذه جملة من كلام النبهاني فيما قاله في المحاكمة بين ابن حجر وابن تيمية، وكأنه تعلمها من قوانين الجزاء أو الحقوق، فإنها بعيدة عن العلم الذي أنزل الله به كتبه، وسقت هذا المقدار منه ليعلم أهل العلم المنصفون درجته في الجهل والحسد، وقد كتب هذا كله في مقابلة ما ذكره "مصنف جلاء العينين" من الحق الظاهر، وانحياد ابن حجر عنه وتقوّله على علماء الدين.
وقال هذا الزائغ- قبل شروعه في مقالته هذه- ما نصه: ولما ظهر تحامل مصنف (جلاء العينين) في كتابه هذا على أهل السنة ومذهبهم، ولاسيما الإمام السبكي وابنه وابن حجر، وبالغ في التعصب بمدح ابن تيمية ومذهبه، وكل من كان على شاكلته- رأيت أن أذكر هنا الفرق بين ابن تيمية وابن حجر، ليظهر لكل أحد أنه حكم لابن تيمية على ابن حجر بالباطل، فأقول: إلى آخر مقالته التي نقلناها.
وكلامه هنا متناقض، كما أنه كذلك في كل مقام، فتارة يقول عن ابن تيمية أنه إمام من أئمة المسلمين، وأخرى يبدعه ويجعله من المبتدعين، وهكذا كله كلام يوحيه الشيطان إلى أوليائه، والنبهاني الزائغ- كما لا يخفى على من وقع على جهله وضلاله- ليس من أهل الترجيح لأقوال أهل العلم بعضها على بعض، بل لا يحسن قراءة عبارتها، ولا يصلح أن يكون حكماً بين صبيين فضلاً عن أن يكون حكماً بين العلماء.
ما أنت بالحكم لترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
فإن من شرط الحكم أن يكون عالماً بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، ومذاهب المجتهدين، فمن أين لهذا الزائغ من هذه العلوم؟!
قال شيخ الإسلام قدس الله روحه: "من المعلوم أنّا إذا تكلمنا في العلماء