للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكم بغير ما أنزل الله كسائر أحكامه في محكمته، فهو في هذا الحكم وغيره أحد القاضيين.

وأما مصنف (جلاء العينين) فإنه أسند جميع ما جاء به إلى الكتاب والسنة، فهو متبع في أحكامه كلها ما أنزل الله، وهذا هو الوجه الأول مما ورد على كلام النبهاني في هذا المقام.

والوجه الثاني: أن التصدي لبيان الفرق بين ابن حجر وكتبه وبين الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكتبه كالتصدي لبيان الفرق بين الحصى والدر، والخزف والذهب، والظل والحرور، والماء العذب والمالح، وأين السماء من الأرض، وأين السمك من السمّاك، وأين الليل من النهار، وأين السواد من الظلام، وأين الأموات من الأحياء، وأين النائم من اليقظان، وأين الفقير من الغني، وأين الجاهل من العالم؟ إلى غير ذلك من النسب بين الأضداد، والموازنة بين العاقل والجماد.

عدمتك قد بان التباين في الورى ... وفيما برى الباري فسبحان من برى

ضللت الهدى إذ بالحصى قست جوهراً ... عداك الحجى أين الثريا من الثرى

وأين حصى الحصباء من درر البحر

فما مادر فيهم سواء وحاتم ... ولا كهجان الخيل خيل كرائم

فهل يستوي سيف كهام وصارم ... وهل يستوي لا در درك عالم

وفهّ جهول ناقص الدين والحجر

قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} ١.

فابن حجر بالنسبة إلى الشيخ طفل راقد في مهد طفوليته، بل إن من رجح الشيخ على ابن حجر لم ينصف ولم يحكم بالحق:


١ سورة الزمر: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>