للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف خير من العصا

إن ابن تيمية قد تسابق مع أكابر المجتهدين على ما سمعت ممن صنف في مناقبه، وما كان ثناء أكابر أهل العلم عليه، فلو أن النبهاني أجرى الموازنة بينه وبين إمام ابن حجر الكبير؛ لكان ذلك أيضاً محل إشكال ونظر.

إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

الوجه الثالث: أن النبهاني لم يعرف طريق الموازنة ووجهها، وليته طالع كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري، ولو أنه طالعه لعرف طريقها، وإن كانت تلك في شعر وما نحن فيه فن آخر، فإن أصول الموازنة لا تختلف، وحينئذ كان اللازم عليه أن يوازن بين كتاب وكتاب اتفقا في الموضوع، كأن يوازن بين "الصواعق المحرقة" لابن حجر وكتاب " منهاج السنة" للشيخ تقي الدين ابن تيمية، فإن كلا الكتابين في الرد على الروافض، وبعد الموازنة بين هذين الكتابين يظهر للمنصف معنى قول القائل

وفي الحيوان يشترك اضطراراً ... أرسطا طاليس والكلب العقور

أو أن يوازن بين تحفة ابن حجر أو غيره من كتبه الفقهية وبين شرح العمدة في الفقه لشيخ الإسلام، وهكذا يأتي بكل كتاب وما يناسبه في موضوعه، ويوازن بين ما اشتملا عليه من المسائل والدلائل، وسلاسة العبارة ووفائها بالمقصود، فحينئذ ينجلي الغبار، ويتميز الليل من النهار،ولكن يبقى عليه نحو ثلاثمائة مصنف للشيخ بل أكثر ليس لابن حجر في مقابلتها شيء، بل لم تخطر على بال ابن حجر، فماذا يصنع حينئذ وبأي شيء يوازن تلك الكتب؟

والجهل وعدم الحياء يوقعان من اتصف بهما بأعظم من ذلك، نسأله تعالى العفو والعافية، والمنصف يعلم يقيناً أن الموازنة وبيان الفرق بين كتب ابن حجر أو غيره من غلاة الشافعية وبين كتب الشيخ كالموازنة بين قرآن مسيلمة الكذاب وبين كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فأين ما قاله ذلك الكذاب من الكتاب الذي أنزل بالحكمة وفصل الخطاب؟ وعندي أن هذا الشبيه

<<  <  ج: ص:  >  >>