للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حق، فإن غالب كتب ابن حجر مشحونة بالكذب، والافتراء، وقول الزور، والآراء التي لم تستند إلى كتاب ولا سنة صحيحة، والدعوة إلى غير الله، ونحو ذلك من البدع والضلالات.

وكتب الشيخ تقي الدين تملأ قلوب مطالعيها نوراً وإيماناً وحكمة ويقيناً، وهي كما قال الإمام الحافظ الشيخ عبد الله العراقي في كتابه الذي أرسله إلى بعض تلامذة شيخ الإسلام بعد وفاته وقد ذكرناه سابقاً: فما أشبه كلام هذا الرجل بالتبر الخالص المصفى، وقد يقع في كلام غيره من الغش والشبه المدلس بالتبر ما لا يخفى على طالب الحق بحرص وعدم هوى. إلى آخر ما قال.

الوجه الرابع: إن كتب ابن حجر كلها منتقدة في نظر أهل البصائر بأن البعض منها منتحل على ما سبق بيانه، فإن كتاب الزواجر انتحله من كتاب الكبائر لابن القيم أحد تلامذة شيخ الإسلام، كما لا يخفى على من طالع الكتابين، ولا يمكن أن يقال إن ذلك من باب توارد الخواطر، فإن التوافق لم يقع من الأول إلى الآخر، وابن القيم رحمه الله متقدم عليه بزمن طويل.

وكذلك الإعلام بقواطع الإسلام، انتحله أيضاً من كتاب شيخ الإسلام إما بواسطة أو بغير واسطة، ولسان الكتابين يخالف لسان ابن حجر في كثير من كتبه، لاسيما الجوهر المنظم، والصواعق، ونحوهما من كتبه، التي يصون أهل العلم ألسنتهم عن التكلم بمثلها، فقد اشتملت على أحاديث موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأقاويل لا يتكلم بها ابن يوم كما لا يخفى على من وقف على ما صنف من الردود عليها.

وأما التحفة، وسائر كتبه الفقهية فهي مما لا يجوز لمسلم أن يطالعها لما اشتملت عليه من الغموض والخفاء، والدقة في التعبير، وأهل العلم نهوا عن أقل من ذلك، بل قد صرح بعضهم بمنع المفتين أن يفتوا بكتب ابن حجر، لما أنهم لا يأمنون من الخطأ لما اشتملت عليه من ضيق العبارة والألغاز والتعقيد المنافي كل ذلك للإفادة والاستفادة، على أن المسلمين في غنى عنها، فإن كتب السادة

<<  <  ج: ص:  >  >>