للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعية وغيرهم قد ملأت العالم، وكلها شافية كافية، فما الحاجة إلى كتب ابن حجر المنتحلة من كتب من سبقه، ألا ترى أن الشافعية لما اشتغلوا بها قل العلم والعلماء فيهم، بخلافهم لما كانوا يشتغلون بغيرها من الكتب الواضحة المبسوطة.

وأما كتب شيخ الإسلام فلا يقوم غيرها مقامها من الكتب السابقة واللاحقة على ما لا يخفى على المنصف.

الوجه الخامس: أن مذهب الشافعي ليس مدار الأحكام في كثير من بلاد الإسلام، إنما مدارها في مشارق الأرض ومغاربها على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، وفقهاء السادة الحنفية قد أغنوا العالم عن مثل ابن حجر، هؤلاء مسلموا البلاد الهندية كلهم حنفيون، وهكذا بلاد الصين، والأتراك في آسيا الوسطى، وهكذا بلاد الدولة العثمانية حرسها الله، والحنفيون غالبهم حنفيون.

وأما مذهب الشافعي فيكاد ينقرض من الأرض ويرتفع من الدنيا، فلا تكاد ترى حكماً يدور على مذهبه، كما انقرض مذهب أهل الظاهر وغيره، نعم للشافعي اليوم مقلدون في العبادات فقط، وغالبهم ممن لا يفرق بين اليمين والشمال، هذا حال أصل المذهب، فأين بقيت كتب ابن حجر؟

وبطل قول النبهاني: وكلها يتنافس باقتنائها الححتنافسون، ويعتمد عليها من جميع المذاهب المحققون.

وليت شعري من اعتمد عليها من علماء السادة الحنفية؟ وأين بقيت كتبهم التي انتشرت في مشارق الأرض ومغاربها؟ والذي أعلمه أن كتب ابن حجر وغيره من غلاة الشافعية لا تساوي عندهم قلامة ظفر، وكذلك السادة المالكية والحنابلة.

فقول النبهاني: وتلقاها الناس بالقبول التام في جميع بلاد الإسلام. كذب ظاهر، وكيف يتلقاها أحد من أهل البصائر بالقبول وهي آراء محضة لم يستند فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>