للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يديه طبي شاة١ أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئاً، فقال: أرجو فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثاً ثم وجدوه في خربه فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم٢.

ومن صفاتهم القبيحة التي كانت ذماً لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم حرموا من معرفة الحق والاهتداء إليه.

فقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أسير٣ بن عمرو عن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم "٤.

قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم "يتيه قوم قبل المشرق" أي: يذهبون عن الصواب، وعن طريق الحق، يقال: تاه إذا ذهب ولم يهتد لطريق الحق والله أعلم٥.

ومن الصفات المذمومة التي تلبسوا بها وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها واقعة فيهم أنهم يتدينون بقتل أهل الإسلام وترك عبدة الأوثان والصلبان.

فقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري قال: بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها


= على علي رضي الله عنه في تحكيمه. انظر شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٧٣-١٧٤.
١ـ يقال: لموضع الإخلاف من الخيل والسباع أطباء كما يقال: في ذوات الخف والظلف: خلف وضرع والمراد به هنا ضرع الشاة. انظر النهاية في غريب الحديث ٣/١١٥، وانظر شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٧٤.
٢ـ صحيح مسلم ٢/٧٤٩.
٣ـ تقدم قريباً في حديث أن اسمه يسير بالياء المضمومة وفتح السين وهنا مثله إلا أنه بهمزة مضمومة وكلاهما صحيح يقال: يسير وأسير. انظر شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٧٤-١٧٥.
٤ـ صحيح مسلم ٢/٧٥٠.
٥ـ شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>