للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الرابع: ذكر الحرب التي دارت بينه وبين بعض الصحابة وموقف أهل السنة منها]

المراد بالحرب التي أريد ذكرها في هذا المبحث هي حرب الجمل وصفين وقبل الدخول في ذكر هاتين الموقعتين أذكر بين يديهما لمحة عن أمرين.

الأمر الأول: متى بدأ التشاجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثاني: ما هو الدافع لهم على ذلك.

فأما عن الأمر الأول فإن قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً من قبل الخارجين عليه من من أهل مصر، وأهل الكوفة، وأهل البصرة سنة خمس وثلاثين للهجرة١ كان مصدر بدء التشاجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم والقارئ لكتب التواريخ والسير يخرج منها بأن بداية التشاجر بين خير القرون كان بعد قتل ثالث الخلفاء الراشدين وبداية خلافة أبي الحسن رضي الله عنهما.

وأما عن الأمر الثاني: فإن أعظم دافع لهم إلى ذلك ليس إلا مطالبة الخليفة الرابع بوجوب الإسراع بأخذ القود من أولئك الأشرار قتلة عثمان رضي الله عنه وأرضاه ذلك أن طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين كانوا يرون أنه لا بد من المطالبة بدم عثمان ووجوب الإسراع بإقامة حد الله عليهم كما أمر الله٢.


١ـ انظر تاريخ الطبري ٤/٣٦٥ وما بعدها، الكامل لابن الأثير ٣/١٧٨، البداية والنهاية ٧/١٨٦.
٢ـ انظر تاريخ الأمم والملوك ٤/٤٦٢-٤٦٤، ٥/٦، الكامل في التاريخ ٣/٢١٢-٢١٣، ص/٢٨٦، البداية والنهاية ٧/٢٥١-٢٥٣، ص/٢٨١-٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>