للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: حقية خلافته رضي الله عنه]

...

خلافتهم رضي الله عنهم وهذا ما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الرؤيا ولذلك عبروا تنوط بعضهم ببعض بولاية الأمر بعده عليه الصلاة والسلام.

٨- روى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من ندفع صدقاتنا بعدك قال: فأتيته فسألته فقال: "إلى أبي بكر" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله فإن حدث بأبي بكر حدث فإلى من؟ فأتيته فسألته فقال: "إلى عمر" فأتيتهم فأخبرتهم.. الحديث١.

اشتمل هذا الحديث على الإشارة إلى حقية خلافة عمر رضي الله عنه وأنه يلي أمر المسلمين بعد وفاة الصديق رضي الله عنه.

٩- روى البزار والطبراني كما في مجمع الزوائد عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان يعني في الخلافة"٢ وهذا أيضاً: من الآثار التي إشارتها واضحة إلى حقية خلافة الفاروق رضي الله عنه.

١٠- وروى مسلم في صحيحه بإسناده إلى ابن أبي مليكة قال: وسمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلفه قالت: أبو بكر فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر قالت: عمر، ثم قيل لها: من بعد عمر قالت: أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت إلى هذا"٣. يعني وقفت على أبي عبيدة وهذا الحديث من أدلة أهل السنة والجماعة على تقديم أبي بكر ثم عمر للخلافة مع إجماع الصحابة"٤.


١ـ المستدرك ٣/٧٧ وقال عقبة: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
٢ـ مجمع الزوائد ٥/١٧٧ وقال عقبه: "رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح.
٣ـ صحيح مسلم ٤/١٨٥٦.
٤ـ انظر شرح النووي على صحيح مسلم ١٥/١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>