للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- وروى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا على وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي على عمر وعليه قميص اجتره" قالوا فما أولته يا رسول الله؟ قال: "الدين" ١.

هذا الحديث تضمن فضيلة ظاهرة لعمر رضي الله عنه وهي قوله: "وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره" إلخ الحديث.

قال الحافظ: "السائل عن ذلك أبو بكر ... وقد استشكل هذا الحديث بأنه يلزم منه أن عمر أفضل من أبي بكر الصديق والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله عرض على الناس فلعل الذين عرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر وأن كون عمر عليه قميص يجره لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه وأسبع فلعله كان كذلك إلا أن المراد حينئذ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها والله أعلم"أ. هـ٢.

٥- ورويا أيضاً: من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب" قال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً ٣ قط إلا


١ـ صحيح البخاري ٢/٢٩٥، صحيح مسلم ٤/١٨٥٩.
٢ـ فتح الباري ٧/٥١.
٣ـ الفج: الطريق الواسع ويطلق أيضاً على المكان المنخرق بين الجبلين النهاية ٣/٤١٢، شرح النووي ١٥/١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>