للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد وردت الأحاديث الكثيرة والأخبار الشهيرة التي دلت على فضله رضي الله عنه ومنها:

١- ما رواه الشيخان من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" قال: فبات الناس يدكون١ ليلتهم أيهم يعطاها قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال: "أين علي بن أبي طالب" فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" ٢.

وفي رواية أخرى عند مسلم من حديث أبي هريرة: " ... قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً بن أبي طالب فأعطاه إياها"٣.

هذا الحديث تضمن منقبة ظاهرة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه وهي قوله: "يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" ومعنى أن علياً يحب الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي هذا الحديث تلميح بقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ٤ فكأنه أشار إلى أن علياً تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى


١ـ يدركون: أي: يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه "النهاية في غيريب الحديث" ٢/١٤٠.
٢ـ صحيح البخاري ٢/٢٩٩-٣٣٠، صحيح مسلم ٤/١٨٨٢.
٣ـ صحيح مسلم ٤/١٨٧٢.
٤ـ سورة آل عمران آية/٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>