للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو صديق أو شهيد" قيل: ومن هم؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف قيل: فمن العاشر قال: أنا" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم"١ ففي هذا فضيلة عظيمة لسعيد بن زيد رضي الله عنه حيث شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة وإن مات على فراشه فهو شهيد لخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بذلك.

وكانت وفاته رضي الله عنه سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين وقد غسله سعد وحمل من العقيق على رقاب الرجال إلى المدينة"٢.

قال الشوكاني رحمه الله تعالى مبيناً فضل سعيد بن زيد رضي الله عنه: "ويكفي سعيد بن زيد أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة وأنه شهد أحداً وما بعده من المشاهد كلها وصار من جملة أهل بدر بما ضربه له رسول الله صلى الله عليه وسلم من السهم والأجر"أ. هـ٣.

ذلك هو سعيد بن زيد وتلك طائفة من مناقبه وبه رضي الله عنه نختم فضل العشرة المبشرين بالجنة الذين قدمنا فضائلهم التي دلت على مكانتهم وعلو منزلتهم، فيجب على المسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً أنهم من أهل الجنة بأعيانهم كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وكلهم رضي الله عنهم من قريش الذين سبقوا إلى الإسلام وهاجروا إلى الله ورسوله وتركوا ديارهم وأموالهم بغية نصرة دين الإسلام ورفع رايته.


١ـ سنن الترمذي ٥/٣١٥، وأخرجه الإمام أحمد في المسند ١/١٨٧، وأبو داود في سننه ٢/٥١٥، وابن ماجه ١/٤٨ والحاكم في المستدرك ٣/٣١٦-٣١٧، وأبو نعيم في الحلية ١/٩٥، الطبقات لابن سعد ٣/٣٨٣.
٢ـ البداية والنهابة ٨/٦٢ وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٣/٣٨٤-٣٨٥.
٣ـ در السحابة في مناقب القرابة والصحابة ص/٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>