للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشأ عنها وفروعه نشأوا عنه كما قال: "فاطمة بضعة مني ... " ١.

فحديث زيد بن أرقم المتقدم تضمن فضيلة أهل بيته عليه الصلاة والسلام من الصحابة حيث قرن الوصية بهم مع وصيته بالالتزام والتمسك بكتاب الله الذي فيه الهدى والنور، فجعله عليه الصلاة والسلام أهل بيته ثقلا دليل واضح على عظم حقهم وارتفاع شأنهم وعلو منزلتهم.

ومعنى: التمسك بالكتاب امتثال ما أمر الله به فيه واجتناب ما نهى عنه قولا وعملاً ومعنى التمسك ـ بأهل بيته ـ محبتهم والمحافظة على حرمتهم والعمل بروايتهم الصحيحة والاهتداء بهديهم وسيرتهم إذا لم يكن في ذلك مخالفة للدين٢.

٣- وروى الحاكم بإسناده إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً أن يثبت قائمكم وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء فلو أن رجلاً صفن٣ بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار"٤.

هذا الحديث تضمن ثلاث مناقب لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهي واضحة كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم كما تضمن الحديث أن مبغضهم من أهل النار والعياذ بالله فالواجب على المسلم أن يحبهم ويبعد نفسه عن بغضهم.

٤- حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على حبهم وجعل محبتهم دليلاً على محبته عليه الصلاة والسلام فقد روى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني


١ـ ذكره عنه المناوي في كتابه "فيض القدير" ٣/١٤-١٥.
٢ـ انظر تحفة الأحوذي ١٠/٢٨٨، وانظر فيض القدير للمناوي ٣/١٥.
٣ـ صفن: أي قائم انظر "النهاية في غريب الحديث" ٣/٣٩.
٤ـ المستدرك ٣/١٤٨-١٤٩ ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>