للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- روى الإمام أحمد وغيره بإسناده إلى حذيفة رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال: "إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر وتمسكوا بعهد عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه" ١.

دل هذا الحديث دلالة صريحة على حقية خلافة عمر رضي الله عنه فقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين" بفتح الذال ـ أي الخليفتين اللذين يقومان من بعدي أبو بكر وعمر، فأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهما يتضمن الثناء عليهما لكونهما أهلاً لأن يطاعا فيما يأمران به وينهيان عنه المؤذن بحسن سيرتهما وصدق سريرتهما وإيماء لكونهما الخليفتين بعده وسبب الحث على الاقتداء بالسابقين الأولين ما فطروا عليه من الأخلاق المرضية والطبيعة القابلة للخير ولذلك كانوا أفضل الناس بعد الأنبياء وصار أفضل الخلق بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين"٢.

٤- روى الشيخان في صحيحيهما بإسناديهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينا أنا نائم إذ رأيت قدحاً أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: العلم" ٣.

ففي هذا الحديث إشارة إلى حقية خلافة عمر رضي الله عنه "والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واختص عمر بذلك لطول مدته بالنسية إلى أبي بكر ـ وباتفاق الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان فإن


١ـ المسند ٥/٣٨٥، ٤٠٢، سنن الترمذي ٥/٢٧١، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار ٢/٨٣-٨٤، ابن سعد في الطبقات ٢/٣٣٤، وروا أبو نعيم في الحلية ٩/١٠٩، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٢/٢٠، الحاكم في المستدرك ٢/٧٥ وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/٢٣٣-٢٣٦.
٢ـ انظر فيض القدير للمناوي ٢/٥٦.
٣ـ صحيح البخاري ٢/٢٩٤، صحيح مسلم ٤/١٨٥٩-١٨٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>