للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمه بأنه في الجنة وأنه أصاب من الجنان أعلاها، وهي الفردوس.

١٨- حارثة بن النعمان:

هو: حارثة بن النعمان بن نقع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري، يكنى أبا عبد الله، شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من فضلاء الصحابة، توفي رضي الله عنه في خلافة معاوية بن أبي سفيان١.

وحارثة هذا وردت بشارته بالجنة فيما صح من الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قاريء يقرأ فقلت: من هذا؟، قالوا: حارثة بن النعمان" فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذاك البر كذاك البر" وكان أبر الناس بأمه"٢.

ورواه أبو عبد الله الحاكم بلفظ: "دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلكم البر كذلكم البر" ٣.

قال الطيبي في قوله صلى الله عليه وسلم: "كذلكم البر كذلكم البر" المشار إليه ما سبق والمخاطبون الصحابة، فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه، فلما بلغ إلى قوله النعمان نبههم على سبب نيل تلك الدرجة بقوله


١ـ انظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد ٣/٤٨٧-٤٨٨، طبقات خليفة ص/٩٠، المستدرك ٣/٢٠٨، الاستيعاب على حاشية الإصابة ١/٢٨٢-٢٨٤، أسد الغابة ١/٣٥٨-٣٥٩، سير أعلام النبلاء ٢/٣٧٨-٣٨٠، الإصابة ١/٢٩٨-٢٩٩.
٢ـ المسند ٦/١٥١-١٥٢، قال الحافظ: إسناده صحيح. الإصابة ١/٢٩٨.
٣ـ المستدرك ٣/٢٠٨، وقال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة. انظر فيض القدير للمناوي ٣/٥١٩، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٢/٦١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>