للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وهذا الحديث عند الترمذي١ وابن ماجه٢ والحاكم٣ بلفظ: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله".

قال الحافظ في الفتح وله شاهد مرسل عن قتادة عن الطبري٤ رجاله ثقات وفي حديث علي عند أحمد٥ بإسناد حسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... وجعلت أمتي خير الأمم". ٦

وممن حمل الآية على العموم في جميع الأمة الحافظ ابن كثير فإنه قال بعد ذكره لأقوال المفسرين: "والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي: أخياراً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} أ. هـ٧

وعلى هذا فمن أراد أن يوسم بسمة الخيرية التي وسم بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شهد لهم رب العالمين بها في الآية السابقة التي نحن بصدد الحديث عنها فليتحل بصفاتهم وأخلاقهم ويتبع المنهج الذي التزموه وساروا عليه.

قال الحافظ ابن كثير بعد أن ساق الأحاديث الثابتة في فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم: "فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} فمن اتصف من هذه الأمة


١ـ سنن الترمذي ٤/٢٩٤.
٢ـ سنن ابن ماجه ٢/١٤٣٣.
٣ـ المستدرك ٤/٨٤ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
٤ـ جامع البيان ٤/٤٥.
٥ـ المسند ١/٩٨.
٦ـ الفتح ٨/٢٢٥.
٧ـ تفسير القرآن العظيم ٢/٨٩ والآية رقم ١٤٣ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>