للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: مثيرو الفتنة]

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع الفتنة (١) وإخباره حق وصدق {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى} (٢) وإخباره هذا من الأمور الغيبية التي أطلعه الله عليها؛ فوقوعها محقق.

وقد حدد صلى الله عليه وسلم وقتها، وأنها ستكون في سنة من ثلاث، إما الخامسة، أو السادسة، أو السابعة بعد الثلاثين من الهجرة (٣).

فترى متى وقعت؟ ومن باء بإثم إشعالها؟ وكيف بدأت؟ وماذا كان موقف عثمان رضي الله عنه منها؟

قبل الحديث عن ذلك كله، أود أن أشير إلى أن ثمة روايات ضعيفة الإسناد تتهم بعض الصحابة رضوان الله عليهم بالتحريض على عثمان رضي الله عنه.

ومعلوم كما تقدم أن علاقة المسلم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة التي لا تقبل فيها إلا الروايات الصحيحة.

هذه الروايات التي تتهمهم لا تخلو أسانيدها من علة، إن لم تجتمع


(١) قد تقدم التفصيل في ذلك في التمهيد.
(٢) سورة النجم، الآية (٣ - ٤).
(٣) كما في الحديث الصحيح الذي تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>