للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: بدء الحصار]

لم تفصل الروايات الصحيحة في كيفية بدء وقوع الحصار، ولعل الأحداث التي سبقته تلقي شيئاً من الضوء على كيفية بدئه.

فبينما كان عثمان رضي الله عنه يخطب الناس ذات يوم إذا برجل يقال له أعين (١) يقاطعه ويقول له: يا نعثل (٢) إنك قد بدلت، فقال عثمان رضي الله عنه: من هذا؟ فقالوا: أعين، قال عثمان: بل أنت أيها العبد، فوثب الناس إلى أعين، وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله


(١) أعين بن ضبيعة بن ناجية بن غفال التميمي الحنظلي الدارمي، ابن أخي صعصعة بن ناجية جد الفرزدق. ذكره صاحب الاستيعاب ولم يذكر ما يدل على صحبته، وهو والد النوار زوج الفرزدق، وكان شهد الجمل مع علي، وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عائشة -رضي الله عنها -عليه، ويقال: إنها دعت عليه بأن يُقتل غيلة فكان كذلك، وذلك سنة ثمان وثلاثين. (ابن حجر، الإصابة -القسم الأول: ١/ ٥٥، وفي الاستيعاب لابن عبد البر ١/ ١١٩).
(٢) هو لقب أطلقه الخارجون على عثمان رضي الله عنه، نقل ابن عساكر عن ابن الكلبي أنه قال: "إنما قيل له نعثل؛ لأنه كان يشبّه برجل من أهل مصر اسمه نعثل، وكان طويل اللحية، فكان عثمان إذا نيل منه وعيب يشبّه بذلك الرجل لطول لحيته، لم يكونوا يجدون عيباً غير هذا. وقال بعضهم: إن نعثلاً من أهل أصبهان، ويقال في نعثل إنه الذكر من الضباع" [تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٣٣١) انظر الملحق الروايات رقم: [٦٥، ٦٧، ٦٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>